اخبار

[اخبار][slideshow]

كيف نحارب الفساد

الفساد يُعدُّ الفساد السّبب الأوّل في تَخلُّف الشّعوب ودمار الدّول والحضارات وزوالها؛ فهو يؤدّي إلى فُقدان الدّولة لعناصر التّوازن، مما يُؤدّي إلى سهولة السّيطرة عليها، وبالتّالي انهيارها. تعدّدت أنواع الفساد التي تنتشر في الدُّول؛ فهناك الفساد الاجتماعيُّ، والفساد الأخلاقيّ، والفساد المالي.تُعدُّ الرّشوة وسرقة المال من أكثر الأمثلة الحيّة على الفساد، ولها تأثير سلبيٌّ وقويٌّ على الدّولة، وقد تكون الرّشوة صغيرةً صادرةً من أصحاب ذوي الدّخل المُتدنّي والمُتوسّط الذين يُحاولون زيادة دخلهم، أو قد تكون كبيرةً وضخمةً بحيث تكون المبالغ ضخمةً مُقابل تقديم الخِدمات غير المسموح بها وذات الضّرر الكبير على البلاد، قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]،الفساد لغةً: ضد الإصلاح، ويعني أخذ مال الآخرين ظُلماً وزوراً، ويُعدُّ الفساد من الأخلاق المُعارضة للفطرة البشريّة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها.[١]

ضعف الوازع الدّيني والأخلاقيّ؛ فالشّخص الفاسدُ هو شخصٌ لا يخاف الله، ولا يستشعرُ وجودَه في كلّ مكانٍ، كما أنّه لا يؤمن بوجود الحساب والعقاب. تغلّب النّزعة الشّخصيّة والمصالح الخاصّة على النّزعة الوطنيّة والمصالح العامّة؛ فالشّخص الفاسد يُعدُّ أنانيّاً بطبعه لا يُفكّر إلّا بمصلحته ولو كان ذلك يُسبّب الإضرار بالآخرين. ترّهل القوانين والأنظمة في الدّولة؛ حيث تكون العقوبات والقوانين التي تحمي الحقوق غير صارمةٍ، فلا يخاف الفاسد من أيّ عُقوبةٍ قد تناله لو أُثبِت تورُّطه بقضايا الفساد. كيفية محاربة الفساد تبدأ خطوات محاربة الفساد بدراسة أنواع وأسباب حصوله؛ فذلك يؤدي إلى إيجاد الحلول المُناسبة، ومن الطُّرق المقترحة لمُحاربة الفساد:[٣] إنشاء جيلٍ نظيفٍ قائمٍ على الأخلاقِ الإسلاميّة؛ فعندما يكون لدى الشّخص نفسه الوازعُ الدّينيُّ ومخافة الله، فإنه سيُحافظ على المُقدّرات التي بين يديه، ولن ينفقها إلّا على الوجه المشروع. تربية النّفس على احترام القوانين الوضعيّة من خلال إيقاظ الضّمير الذي يُعدُّ شُرطيّاً داخل كلّ شخص، وتنمية روح الانتماء للوطن وحبه وتقديم مصلحته على المصلحة العامّة. توخّي الحيطة والحذر عند تعيين الأشخاص في المناصب الماليّة بالذات؛ فيجب البحث عن الشّخص المُناسب الذي لديه سيرة سلوكيّة جيّدة في الحياة العامّة والعمليّة، فليس من الصّائب تعيين شخصٍ معروفٍ بقبوله بالرّشوة مهما كانت صغيرةً في أي منصبٍ ماليّ. وضعُ القوانين والأنظمةِ الصّارمةِ التي تُحارب الفساد وتلاحق الفاسدين؛ للقضاء عليهم، وتطهير الدّولة منهم، وإيقاع أشد العقوبات بهم. تفعيل دور الإعلام بكافّة أشكاله بتوعية الناس حول أنواع الفساد، وطرق التعاون معاً للقضاء عليه.