البيان الختامي لمؤتمر الحزب الجمهوري الكردستاني – سوريا
تحتَ شعار ( تحرير عفرين من الاحتلال واجبٌ وطنيّ وأخلاقيّ، الفيدراليّة هي الحلّ في سورية، تأكيد الهويّة الكرديّة لروج آفا ) ، وبحضور عدد من وفود الأحزاب الكرديّة والشّخصيات الأكاديميّة والمستقلين ورجال الدين، والعشرات من مندوبي منظمات الحزب القادمين من مناطق إقليم الجزيرة كافّةً، بالإضافةِ إلى ممثّلين عن منظمة إقليم الفرات ومركزها ( كوباني ) ومنظمة الشّهباء وعفرين. انعقدَ المؤتمر التّأسيسي للإعلان عن الحزب الجمهوري الكردستاني – سوريا بتاريخ 13/ 9/2019م في مدينة قامشلو.
حيثُ سبقَ المؤتمر عدّة اجتماعات تنظيميّة وتشكّلَتْ من خلالِها هيكلية الحزب في عدَّة مواقع داخل مناطق الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة ، لا سيّما الأقاليم الثلاثة ( الجزيرة – الفرات – مناطق الشّهباء ) ، بالإضافةِ إلى ممثّلية أوروبا.
ويأتي هذا المؤتمر كنقطة انطلاقة للحزب نحوَ العمل النضالي بفكر ورؤية جديدة تعتمدُ في برنامجها مبدأ حقّ تقرير المصير للشعب الكردي في سوريا.
واستهلَّ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواحِ شهداء ثورة روج آفا والكرد وكردستان وعلى أنغام النشيد الوطني الكرديEy Reqîb) (، ثمَّ بدأت الفعاليات من خلال إلقاء الكلمات والبرقيات من قبل ممثّلي الحزب والضيوف ، حيثُ تركَّزتْ حولَ المشهد السّياسيّ العامّ بدءاً من التّهديدات التركيّة ، وتفاعلات الجهود والمساعي الدّبلوماسيّة والعسكريّة لمواجهتها، ولا سيّما أنَّ الدّولة التركية تنتهجُ سياسة العداء ضدَّ الشّعب الكرديّ ، وتحاولُ من خلالِ تحرُّكاتِها الأخيرة تدمير الحياة الدّيمقراطيّة والعيش المشترك بينَ المكوّنات في غربيّ كردستان وشمال وشرق سوريا ، والعبث بأمن المنطقة، بعدَ تحقيق قوات سوريا الديمقراطيّة بقيادة وحدات حماية الشّعب ( YPG/YPJ ) النصر الكبير على إرهابيِّ داعش والمجموعات الظلاميّة التي تستخدمُها الاستخبارات التركيّة لتدمير المنطقة.
كما تناولَتْ مخاطر المجموعات الإرهابيّة التي تحتلُّ الجزء الغربي من روج آفا ( عفرين – جرابلس – إعزاز – الباب )، وما تشكّلُهُ من فكر متطرّف تهدّدُ الحياة المدنيّة والديمقراطيّة ، حيثُ يقومُ الاحتلال التركي بتدريبِها وتجهيزِها لاستخدامِها ضدَّ الشّعب الكردي . ولعلَّ الانتهاكات الوحشيّة لتلكَ المجموعات من اختطاف المدنيين ، وارتكاب جرائم القتل كجزء من
سياسة التّصفية العرقيّة بحقِّ أبناء الشعب الكردي في إقليم عفرين وريفي الباب وجرابلس وإعزاز ، والعبث بأملاك المدنيين وحرق الغابات وسرقة وتدمير الآثار التاريخيّة وإجراء التغيير الديمغرافي بحقّ السّكان الأصليين الكرد وتوطين عوائل المجموعات المعارضة السّوريّة المأجورة في القرى والبلدان الكرديّة ، ما هي إلا شواهد عمليّة للمخططات التركية الرامية إلى إبادة الوجود الكردي وتاريخ حضارته في المنطقة.
بصدد ضرورة رفع مستوى النضال في إقليم عفرين، دعا المؤتمر إلى رفع مستوى النضال الثوري بكافّة أشكالِهِ ضدَّ الاحتلال ومجموعاتِهِ ، والإسراع بتحرير إقليم عفرين وجميع المناطق الكرديّة غربي نهر الفرات. وبهذا الصّدد أكّدَ المؤتمر أنَّ التحالف الدولي مطالب بالوقوف الجدّي في وجه الأطماع التركيّة ، وذلك جزءٌ من المسؤوليات الملقاة على عاتقِها كشريك استراتيجي في محاربة الإرهاب ، ومنع عودة الدواعش ، لا سيّما أنَّ النظام التركي يدعمُ علناً المجموعات الإرهابيّة (الجبهة الشّاميّة – حركة إخوان المسلمين – والمجموعات المسلّحة المجرمة ‹ درع الفرات والجيش الوطني) وثمّنَ المؤتمر التّحرُّكات الدبلوماسيّة للإدارة الذاتية ونجاحِها في إقناع التحالف الدولي وفي مقدّمتهم الولايات المتحدة الأمريكية للتحرُّك من أجل ردع التحرُّكات التركيّة في حماية الجزء الوسط والشرقي من غربي كردستان. إلى جانب الاستعدادات العسكرية لقوّات سوريا الديمقراطيّة في مواجهة أيّ تهديد تركي.
كما تطرّقَ المؤتمر إلى شرحِ معضلة الوصول إلى حلّ سوريّ شامل في ظلّ العقليّة الرجعيّة للنظام السوري ، واستمرار رهانَهُ على العقليّة الاستبداديّة والإنكار في التعامل مع الملف الكردي ، فيما لم يدرك حتى اللحظة رأس النظام الواقع الدولي الجديد وتأثيراتِهِ على الأحداث في سورية ولا يزالُ غير مدرك حقيقة أنْ لا حلولَ في سوريا دون حلّ القضية الكردية دستورياً، والاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية وتطوّراتها على الأرض . كما أنَّ مطلب الفيدرالية وتكوين عقد اجتماعي جديد بينَ المكونات السّورية وفقَ تفاهمات سوريّة – سوريّة ، هو الطريق الأمثل لحلّ الأزمة السّورية وليس الاستمرار بالإنكار المتعمّد والتّهرُّب من الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الكردي الذي يعيش على أرضِهِ التاريخيّة ، وحلّ القضيّة الكرديّة بوّابةٌ لجميع الحلول المركزيّة في سوريا والشّرق الأوسط .
وحولَ توحيد الجهد والخطاب الكردي، أكّدَ المؤتمر أنَّ الرّكائز الاستراتيجيّة التي يعتمدها الحزب في نضاله المشروع هو توحيد موقف الحركة التحررية الكرديّة والكردستانيّة وهذا يتطلّبُ جهداً مضنياً، وعمل ونضال مشترك بينَ الحركة الوطنيّة الكرديّة في سوريا والأطراف الكردستانية التي نطمحُ أنْ تكون مساندة للشعب الكردي في روج آفا.
وفي مجال العلاقات مع الأحزاب الكرديّة في سوريا، أكّدَ المؤتمر على فتح آفاق التواصل العميق مع جميع الأطراف دون تمييز ، وتكريس وحدة الصّف والموقف والجهد في غربي كردستان هي استراتيجيّة يتخذها الحزب الجمهوري الكردستاني للحفاظ على مكتسبات شعبنا وثورته في غربي كردستان. كما يساهم ذلك في بناء الأمن القومي الكردي بوجه المخاطر التي تهددُ وجوده.
وفي القضايا الكردستانية تناول المؤتمر طبيعة الدعم والجهد في تحقيق المطالب المشروعة لكلِّ جزءٍ من كردستان وفق خصوصيّتها وضرورة التواصل مع مجمل القوى والأحزاب الكردستانيّة ، وإنَّ وحدة الصف بينَ الأحزاب السياسيّة في إقليم جنوب كردستان / العراق ، وتجنُّب المشاكل والتشرذم هي الضامن الوحيد لتقوية موقفها وأهداف شعبها في الحريّة والاستقلال ، وبالنسبة للنضال التحرري المشروع لشعبنا في شمال كردستان / تركية ، ومقارعة استبداد النظام التركي، هي إحدى الركائز الثوريّة المطلوبة . وإنَّ الكفاح الثوري القويم للحركة التحررية الكرديّة في شرقي كردستان / إيران ، وتوحيد جهودِهم والعمل النضالي المشروع في مقارعة نظام الملالي الذي ينكرُ الحقوق المشروعة للشعب الكردي ، هي الأرضيّة المناسبة لتحقيق الأهداف المشروعة لشعبنا هناك. وحيّ المؤتمر القوى الكردستانية كافةً ( البيشمركة .. الكريلا )، وأكّدَ على أنَّ قوّة الكردِ في وحدتهم وتكاتفهم وتوحيد جهودِهم.
وبصدد تطوير منظمات الحزب وتأسيس اللجان والهيئات المناسبة داخل مواقع العمل الجديدة ضمنَ روج آفا وباقي مناطق تواجد الكرد في سوريا ، خصَّص الاجتماع ساعات طويلة قبل وأثناء انعقاد المؤتمر لمناقشة كلّ المسائل المتعلّقة بالتنظيم لاسيّما أنّ الحزب بدأ بتكوين المنظمات وفق قواعد التنظيم الحديث داخل معظم مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطيّة.
وفي الختام تمَّ التصديق على الرؤية السياسية واللائحة الداخلية للحزب وانتخاب أعضاء الأمانة العامّة، وممثّلي الحزب في الخارج.
الأمانة العامّة للحزب الجمهوري الكردستاني – سوريا
قامشلو 15/9/2019م