اخبار

[اخبار][slideshow]

بلطجة_العثمانية_الجديدة

التطهير العرقي هو الازالة الممنهجة والقسرية لمجموعات اثنية او عرقية من منطقة معينة من قبل قوى اخرى، بهدف جعل تلك المنطقة متجانسة عرقيًا او عقائديًا، وذلك بأساليب مثل الترحيل او التوطين او الترهيب او الإبادة الجماعية مع إزالة الدلائل المادية والثقافية على وجود المجموعة المستهدَفة، من خلال تدمير منازلها، ومراكزها الاجتماعية، ومزارعها، وبُناها التحتية، وكذلك بتدنيس وتخريب آثارها ومقابرها.

عندما سردت هذا التعريف وأنا اتذكر ما يفعله العثمانيون الجدد الاردوغانيون بشمالي سوريا وما فعلوه عام 2016 بالمناطق الكردية في جنوب شرق تركيا مثل سور آمد وجزيرة ونصيبين وقبلًا في ديرسم ومرش وحتى باليونانيين اعوام 1913-1922 وغيرهم . فإننا نتيقن ان اردوغان نفذ هذا التعريف بدقة بالغة فقد هجر اهلها ووطن مرتزقته ومنع لغة اهلها الرئيسية وهو يزيل هوية المنطقة ويدنس معالمها واثارها كما يحصل في عفرين وراس العين وغيرها.

وإن كان الاستقرار ، السلم، والامن العالمي مطالب ملحة للرفاه والعيش الكريم للامم والشعوب يتحقق بتجب مزيد من التصعيد والعودة الى المؤسسات الدولية واتباع اسلوب الحوار والمفاوضات لحل القضايا بارساء الديمقراطية، الحرية ، العدالة والحق فكيف يتحقق بوجود من لديه رغبة في اخطاع المنطقة لسلطانه واستغلال مقدسات الناس ودينهم لتمرير مشاريعه السلطوية والسلطانية. مثلا كيف يتحقق الاستقرار في البحر الابيض وحولها وكلنا نعلم ان الاتفاقية الاخيرة بين اردوغان والسراج هي تعدٍ على استقرار البحر الابيض المتوسط وجوارها مع العلم ان الصحافة المقربة من اردوغان وبعض الجنرالات الاتراك يعتبرون الاتفاق "فارقة تاريخية وتفوقا سياسيا" لوجود احتياطي غاز بقيمة تتجاوز 3 تريليونات دولار امريكي ولخلق تحديات للمشروع اليوناني، المصري والقبرصي. 
  
وإن كان الارهاب مشكلة عالمية تضرب المنطقة والعالم بأكمله و اجتمع عليها تحالف من اغلب دول العالم وباتت معالجتها قضية مصيرية لاغلب المجتمعات فلماذا يتم الغاضي عن انعاشه مرة اخرى من قبل اردوغان؟ ولعل أغبى وثيقة سربت من تركيا قبل فترة ان خلوص اكار وزير الدفاع التركي الحالي بعث بوثيقة للتحالف يلوم ويؤكد ان مرتزقتهم من الاخوان المسلمين الانكشاريين يعانون ضعفا بالتقدم حوالي مدينة مارع ضد داعش اثناء هجوم قسد والتحالف على داعش في مدينة منبج علما ان داعش عندها اخذ اغلب عناصره لمنبج من تلك المنطقة وذلك للتستر على موقف السلطات التركية الداعم لداعش . 
  
وإن كانت الانتخابات وسيلة ديمقراطية و تواسطية بين المتنافسين وتعطي الشرعية للفائزين وعلى الجميع احترام ارادة الصناديق. لكن اردوغان عندما لا تأتي الانتخابات حسب هواه فانه يلغيها ويعيدها كما فعل باسطنبول وغيرها او حتى يعين وكلاء(قَيُوم) بدل الفائزين ويبعث بالفائزين الى السجون كما حصل مع رؤساء بلديات حزب الشعوب الديمقراطي .

وإن كان تعلم الانسان بلغته الأم التي خلقها الله مع الانسان و هو من احد حقوق الانسان الرئيسية فلماذا لايستطيع اكثر من 7 ملايين عربي وحوالي 30 مليون كردي التعلم بلغتهم في تركيا .

لو كانت هناك قراءة صحيحة للمعطيات واستشعار للخطر المؤكد وتجاوز للمصالح الآنية الضيقة وتكاتف وتعاون مستند الى القيم المشتركة لشعوب المنطقة و ارادة دولية وعدم توطؤ لما استطاع العثمانيون الجدد فعل كل هذا .
لكن هل ننتظر نحن شعوب المنطقة بينما يقوم اردوغان: 
باحتلال سوريا وتهجير اهلها واستغلال عدالة القضية الفلسطينية واستثمارها لتوسيع نفوذه، ويجمع الاخوان والايرانيين لخلق تحالف في اليمن لضرب استقرار المملكة العربية السعودية، ويستغل الاتفاقيات التجارية مع الاردن لصالح اقتصاده. ويرسل طلقات بعدد سكان ليبيا واكثر و يهدد بارسال اللاجئين الى أوروبا وتقوم طائراته التركية بقتل المدنيين في العراق ، وحتى انه يهاجمك لذكر تاريخ العثمانيين الدموي حتى لو كنت رئيسًا بلبنان. جعل نفسه مرشد الاخوان والدواعش وأمَّن ابو بكر البغدادي على حدوده، حاول السيطرة على جزيرة سواكن، وبنى اكبر قاعدة عسكرية خارجية في الصومال .جعل قطر ولاية اردوغانية، و يدعم الارهابيين من جماعة بوكو حرام في نيجيريا،اخذ نصف قبرص و يريد غازها ،يتربص لاخذ جزر اليونان وغازها.

مما سبق نجد ان تصدينا لقضايا المنطقة دون الاستناد الى القيم المشتركة لشعوبنا وثقافاتها وعدم تجاوزنا لضعفنا باتحادنا كشعوب المنطقة جعلنا نفتقد لقوة كبيرة للانتصار على الازمات وسلاطينها فليس عبثًا قول نابليون بونابرت وابراهيم باشا وسليمان الفرنساوي ان أمن مصر يبدأ من الحدود الشمالية لسوريا.