الطريق إلى آمد يمر من الرقة
- تكمن أهمية موقع الرقة الاستراتيجي وتحريرها من قبضة داعش الحديدية بالنسبة للكرد في عدة نقاط مهمة وحساسة للغاية.
أولا : القضاء على داعش في عقر عاصمتها المزعومة وبالتالي الانتصار عليهم هو تحرير للناس وفك للرقاب من قبضتهم الارهابية وبالتالي الثأر لكوباني والانتقام لأهلها الذين دفعوا بأغلى ما لديهم من دماء وأموال وصدمات نفسية وبالتالي الانتصار والنصر عليهم هو نصر وانتصار لكل المكونات الذين أذاقوا الامرين.
ثانيا : إفشال مخطط الطورانيين الاتراك أعداء الكرد التاريخيين وذلك عن طريق قطع الطريق عليهم بالدخول إلى عمق اﻷرض السورية بحجة محاربة الارهاب ومن ثم الالتفاف على الكرد من الخلف حيث هدفهم الاول والاخير بالاضافة الى مطامعهم القديمة الجديدة اعتبار سورية جزء من تركية...
ثالثا : قطع الطريق على المشروع الايراني ترانزيت بين طهران ودمشق مرورا ببغداد فبيروت أي مشروعهم القديم الجديد الهلال الخصيب الشيعي.
رابعا : لما للرقة من أهمية استراتيجية كبيرة في الموارد المائية والزراعية والبشرية والباطنية لا يعلم بها إلا الامريكان والغرب عموما.بالاضافة إلى سدي الفرات والبعث لم لهما من أهمية كبيرة في مجالي الري والطاقة...
خامسا : تحرير الناس من الظلم والاضطهاد والعبودية ومن قبضة"داعش" الحديدية حيث يتدخلون في كل شاردة وورادة وفي تفاصيل أبسط الاشياء في حياتهم اليومية من خلال فرض الوصاية وتطبيق الاحكام الشرعية بالاكراه والعنف والارهاب... كرمي اللوطيين من اعلى مبنى في المحافظة والصلب والرجم وقطع الايدي والارجل بخلاف وتعليق الرؤوس في الشوارع والساحات العامة أمام أعين القادمين والذاهبين وملاحقة الناس للصلاة وفرض الزكاة والخمار على النساء وقال الرسول وابى هريرة وأبى ذر ... وهلمجرا.
سادسا:طبعا كل هذا ما كان له أن يتم لولا تلاقي المصالح ما بين الكرد وكافة المكونات مع مصالح الشيطان الاكبر في العالم ألا وهي أمريكا وما أدراكم ما هي أمريكا وكل الدول الكبيرة وأطماعها الاقتصادية في هذه المنطقة الحيوية من العالم؟
سابعا : طبعا لا يقدر أي إنسان أن يعطي رأيه بداعش إلا من عاش تحت حكمها حيث تتحول الحياة في ظلها إلى جحيم يومي لا يطاق أبدا والناس فيها الى منافقين يرددون كالببغاء ما قاله الرسول والله والسلف الصالح.....
وأخيرا ما لا نقدر أن نتكهن به هو ما بعد تحرير الرقة من قبضة الارهابيين والمتطرفين وما ستؤول الاوضاع في المنطقة ما بعد تحريرها بشكل عام.
وأخيرا على ما يبدو بأننا سنكرر كثيرا جملتنا التي بدأنا بها مقالنا بأن الطريق إلى آمد يمر من الرقة.
*الشاعر والكاتب : عمر بوزان