بالصور مباشرة الان من مقبرة شهداء كوباني لحظات حزينة على مواطنين كورد في كوباني في ذكرة المجزرة كوباني على ايدي تنظيم داعش راح ضحيتها اكثر من 300 مدني
كوباني – استذكر الآلاف من أهالي مقاطعة كوباني، 251 شهيداً من شهداء مجزرة كوباني، بمراسم أقيمت في مقبرتي شهداء المجزرة بمدينة كوباني وقرية برخ باتان.
وفي الذكرى السنوية الأولى لمجزرة 25 حزيران في كوباني التي راح ضحيتها 251 مدنياً غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، استذكر الآلاف من أهالي مقاطعة كوباني الضحايا الذين فقدوا حياتهم في المجزرة، وذلك بمراسم أقيمت في مقبرتي شهداء المجزرة بمدينة كوباني وقرية برخ باتان الواقعة 34 كم جنوب المدينة.
مدينة كوباني
وفي مقبرة شهداء 25 حزيران بمدينة كوباني، كانت تتجمع عائلة حول كل قبر أو أثنين وحتى ثلاثة، إلى جانب العشرات من الأهالي الذين تجمعوا حولهم، بعض العوائل كانت تقرأ القرآن على أضرحة الضحايا، وبعضها كانت توزع الحلو على الحضور.
وبدأت مراسم الاستذكار بالوقوف دقيقة صمت، ثم تحدث الرئيس المشترك لمؤسسة عوائل الشهداء في كوباني عارف بالي، وتقدم بالعزاء لذوي ضحايا مجزرة 25 حزيران. وتطرق بالي إلى الساعات الأولى لحدوث المجزرة وقال “إن شعبنا المسالم، فتح عينيه صباح ذلك اليوم على المجزرة. المرتزقة استهدفت النساء، الأطفال والشيوخ بدون استثناء. 251 مدنياً في كوباني قُتلوا بدمٍ بارد”.
وأوضح بالي أنه بالمقابل من هذه الهجمية، ولكن شعب كوباني المقاوم وبقيادة الثوريين من أمثال شفكر، مظلوم وأحمد نزلوا إلى الشوارع دون تردد ونظفوا المدينة من المرتزقة، وقال “حافظوا على قيم شعبنا، المدينة والشعب”.
وتوجه بالي بالعزاء لذوي 21 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب و16 عضواً من قوات الاسايش و251 مدنياً، وعاهد بالسير على دربهم في حماية قيم الثورة والشعب.
ودعا بالي في ختام كلمته كافة مكونات المنطقة بالاتحاد والمشاركة معاً في حماية الوطن ودعم قوات الحماية.
السكرتير العام للحزب اليساري الكردي في سوريا محمد موسى الذي شارك في مراسم الاستذكار، ألقى كلمة خلال المراسم، تقدم في بدايتها العزاء لعوائل المناضلين وقال “مجزرة حزيران هي دليل حقد العدو الذي خسر في خنادق القتال أمام وحدات حماية روج آفا وكذلك القوى التي فشلت سياساتها تجاه إرادة شعبنا. تلك الأطراف لم تستطع تحمل رؤية الانتصارات التي تحققها ثورة شعبنا وسعوا لتحويل هذه الانتصارات إلى ألم وصعوبات. ولكن عليها أن تعرف أن الكرد لن ينتهوا بالمجازر، صحيح أننا تألمنا ولكن ذلك دفعنا للمقاومة والنضال أكثر فأكثر. نحن لا نهاب الموت لأن نضالنا هو من أجل العيش بكرامة”.
وفي ختام حديثه أشار موسى أن هذه المجزرة والمخططات القذرة التي تسيّر على المنطقة ليست من عمل وتخطيط وهجوم داعش، وقال “ليست داعش لوحدها، بل داعش والدول المحتلة التي تعادي شعبنا منذ مئات السنين مثل تركيا شاركت في هذه المخططات القذرة”.
كما ألقى رئيس المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في المقاطعة أنور مسلم كلمة استذكر فيها شهداء المجزرة وقال “إنه جرح عميق. لا يمكن نسيان قتل 251 مدنياً بدم بارد، سريعاً. ولكننا على يقين بأنه إن لم تكن هناك مقاومة في ذلك اليوم واستطاعت داعش السيطرة على المدينة، لكان عدد الضحايا أكثر من ذلك بكثير. كوباني وجهت ضربة لمرتزقة داعش يوم 26 حزيران، فالمرتزقة لم يكونوا يعملون أن كوباني ستقاوم رغم ما حل بها من ألم. شعبنا وبقيادة وحدات حماية الشعب وقوات الاسايش استطاع إفشال مخططات المرتزقة. ومقاتلو وحدات الحماية ينتقمون للشهداء في كل انتصار يحققونه ويردون على المجزرة.
وبعد انتهاء الكلمات قدم 3 من أعضاء لجنة التربية للمجتمع الديمقراطي، وألقوا أشعاراً استذكروا فيها شهداء المجزرة.
ومن ثم قدمت مؤسسة عوائل الشهداء، صور شهداء المجزرة لعوائل الشهداء التي فقدت أفرادها في المجزرة، حيث وزعت 193 صورة على كافة عوائل ضحايا المجزرة في مدينة كوباني، كل صورة كانت تحتوي صور أفراد العائلة.
قرية برخ باتان
وفي سياق متصل، توافد المئات من أهالي الريف الجنوبي والغربي لمقاطعة كوباني إلى مقبرة شهداء 25 حزيران في قرية برخ باتان.
وأقيمت مراسم في المقبرة بمشاركة ممثلين عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة كوباني، مؤسسة عوائل الشهداء، حركة المجتمع الديمقراطي ومؤتمر ستار والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.
وألقيت كلمات من قبل عدة مؤسسات. تحدثت في البداية الإدارية في مؤسسة عوائل الشهداء ليلى عمر قائلةً “لا خوف على وطن ما دام فيه شهداء”.
ومن جانبه تساءل نائب الرئاسة المشتركة وأحد أبناء قرية برخ باتنان نبيل كجل “لماذا من بين 380 قرية في كوباني، قاموا باستهداف برخ باتان؟”، موضحاً أن لهذه القرية “تاريخ عريق، فمن أبناءها خرج الكثير من المناضلين والمقاتلين”.
كما ربط نبيل كجل بين محرقة سينما عامودا وأحداث سجن حسكة وانتفاضة قامشلو والمجزرة التي حصلت في كوباني قائلاً “كلها كانت تهدف لإبادة الشعب الكردي”.
وبدورها لفتت عضو حركة المجتمع الديمقراطي زركا شيخ محمد إلى أن أبناء هذه القرية “جعلوا المرتزقة يندمون على مهاجمة كوباني، عبر تسطيرهن لملاحم في المقاومة والفداء أثناء التصدي لهجمات المرتزقة”.
الإدارية في مؤتمر ستار خليصة شيخ عبد القادر قالت “تحت مسمى الله أكبر وفي شهر رمضان الكريم، ذبحوا الأطفال والنساء” وتساءلت قائلةً “في أي دين ترتكب هذه الجرائم؟”.
عربلفيما أعرب عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي السوري كيلو عيسى “بقدر حزننا في هذا اليوم، نحن مرفوعو الرأس بشهدائنا هؤلاء”.
عضو حزب الاتحاد الديمقراطي فتحي شفقت أكد أن مجزرة برخ باتان وكوباني جاءت بعد “فشل أردوغان ومن معه من القوميين والمتشددين”، مشيراً أن هذه المجزرة لها نفس مسعى مشروع الحزام العربي والذي تصادف ذكراه أواخر هذا الشهر.
وأوضح الإداري في اتحاد شبيبة روج آفا بوطان آمد أن هذه المجزرة استهدفت أهالي كوباني وبرخ باتان لأنهم “لم يقبلوا أن يكون عبيداً لأحد”.
وبعد إلقاء الكلمات، سلمت مؤسسة عوائل الشهداء صور 29 شهيداً فقدوا حياتهم في المجزرة لذويهم.
ويشار أن اللجنة التحضيرية لمراسم استذكار شهداء المجزرة، ستزور عوائل الشهداء في الأيام القادمة.
(كروب/ح)
ANHA